غدًا.. مؤتمر صحفي الثانية ظهرًا لإعلان موقف نقابة الصحفيين من مشروع قانون الإجراءات الجنائية تعقد نقابة الصحفيين مؤتمرًا صحفيًا الساعة الثانية ظهر غدٍ الأربعاء 11 سبتمبر 2024م، في القاعة المستديرة قاعة (أمين الرافعي) بالدور الثالث في مبنى النقابة بم      الجمعية العمومية غير العادية لصندوق التكافل يوم الثلاثاء الموافق 17-9-2024      إهداءات جديدة لقسم شئون شرق آسيا بمكتبة نقابة الصحفيين      "التدريب في العصر الرقمي.. والبعد الاقتصادي وآفاق التطوير في جلسة حوارية للجنة اقتصاديات الصحافة".. الأربعاء      "التدريب في العصر الرقمي.. والبعد الاقتصادي وآفاق التطوير في جلسة حوارية للجنة اقتصاديات الصحافة".. الأربعاء      نقيب الصحفيين ووزير الثقافة يبحثان سبل التعاون المشترك نحو إثراء المشهد الثقافي والصحفي      عرض مشروع ترويجي لمسار العائلة المقدسة بتقنية الواقع الافتراضي "VR" من الإثنين 16 حتى الأربعاء 18 سبتمبر 2024م      مكتبة نقابة الصحفيين تعلن عن إتاحة 257 وثيقة ومرجعًا عن فلسطين والصراع العربي الصهيوني      الصحفيين تستضيف سفير اليابان بالقاهرة      الأربعاء 11 سبتمبر.. صالون "ثقافية الصحفيين" يستضيف عمرو حلمى ومحمد السيد عيد ونخبة من المؤرخين وعلماء الآثار - مناقشات حول مشاكل أمراض الكبد.. وأسطورة ديليسبس الكاذبة.. ومستقبل الثقافة المصرية     

نص كلمة نقيب الصحفيين في احتفالية تسليم جوائز الصحافة المصرية

نشر فى 2024-07-14 10:54:14

نص كلمة نقيب الصحفيين في احتفالية تسليم جوائز الصحافة المصرية

"إننى أستطيع أن أعطيك قلبى.. فأصبح عاشقًا.. أعطيك طعامى حتى لو أصبحت جائعًا.. أعطيك ثروتى فأصبح فقيرًا.. أعطيك عمرى فأصبح ذكرى.. ولكننى لا أستطيع أن أعطيك حريتى.. إن حريتى هى دمائى، هى عقلى، هى خبز حياتى.. إننى لو أعطيتك إياها، فإننى أصبح قطيعًا، شيئًا له ماضٍ.. ولكن ليس أمامه مستقبل".
فى يوم كهذا لم أجد أفضل من كلمات الكبير الراحل محمود عوض، الذى ترفرف روحه لتحمى هذه الاحتفالية لأقتبس منها بدايةً لاحتفالنا اليوم.
*******
الزملاء الأعزاء.. الضيوف الكرام
أقف اليوم بينكم فى حضرة لفيف من كبار أساتذة المهنة، أصحاب الحضور الأكبر فى تاريخ الصحافة المصرية.. أقف بينكم بينما تحمى هذه القاعة "قاعة الشهداء" أرواح عظماء الصحافة وأساتذتها الكبار.. وأرواح شهدائنا وشهداء الصحافة فى فلسطين والعالم، بينما ترفرف حولنا اليوم أرواح أكثر من 158 شهيدًا للصحافة الفلسطينية، التى نكرمها اليوم فى صورة صحفى ضرب أروع المثل فى البطولة والصمود هو الزميل وائل الدحدوح.
أقف فى حضرة اسمىّ محمود عوض، وأحمد بهاء الدين، اللذين قررا استعادة هذه الجائزة فى ظروف مثل ظروفنا كانت الصحافة تمر خلالها بأزمة عظيمة، مرورًا بكبار أساتذتنا ونقابئنا الأجلاء، الذين حموا روح هذه النقابة فى حضور قوى، وحماية دائمة لم تنقطع لجمعيتها العمومية صاحبة الفضل والسلطة العليا فى الدفاع عن المهنة، والذود عن حاضرها ومستقبلها، الذى يأتى خير تعبير عنها صاحب تقديرية العام الماضى، الذى يسلم راية مجلس أمناء الجائزة لصاحب تقديرية العام الحالى، وهما الأستاذان الكبيران محمد العزبى، وجلال عارف.
أقف بينما يتجسد معنى نقابة الصحفيين، وعظمتها، وعظمة جمعيتها العمومية فى حضرة أكثر من 5 نقباء سابقين يضربون نموذجًا لديمقراطية نقابتنا وتداول السلطة داخلها، بينما يتجاورون ويتعاونون اليوم مع مجلسها الحالى من أجل رفعة المهنة، ويشكلون مجلس أمناء هذه الجائزة، واللجنة الاستشارية للمؤتمر السادس لنقابة الصحفيين، الذى من المقرر أن ينعقد خلال شهر أكتوبر القادم لنتشارك جميعًا فى الأفكار والعمل، والسعى من أجل الخروج من أزمة هذه المهنة، وأزمة أبنائها، وهى قادرة على نفض الغبار، والخروج لبراح الحرية، والقدرة على التعبير.
الزملاء الأعزاء
لقد كان اقتراحى، الذى أقره مجلس النقابة بالإجماع، لاستكمال حلم الكاتب الراحل محمود عوض صاحب فكرة عودة الجائزة، بعد غياب طويل منذ منتصف القرن الماضى، بتشكيل مجلس أمناء لها من كبار الكتّاب يتم تجديد دماء جزء منه مع كل دورة، لقد كان الهدف هو استعادة قوة الجائزة، لتتحرر من حسابات مجلس النقابة، وهى التجربة التى كانت بدايتها مع جائزة هذا العام، ونتمنى أن تدوم لنستعيد للجائزة قيمتها وعافيتها باعتبارها الأرفع والرائدة فى مصر والوطن العربى.
بعد تحقيق الخطوة الأولى بتشكيل المجلس، حاولنا استكمال مسيرة مَن ابتكر الجائزة، وقررنا رفع قيمة الجوائز العامة هذا العام، وهو القرار الذى بدأه مجلس الأمناء بتوصية لرفع الجائزة من 15 ألف جنيه إلى 30 ألف جنيه كحد أدنى، لم يكن تطبيق القرار باليسير على قدرات النقابة المادية، لكننا وافقنا عليه مع وعد بالسعى لتوفير الرعاية والدعم له من مختلف الجهات.
 واليوم ونحن نقف بينكم وقبل أن يلتئم حفل توزيع الجوائز، فإننا نزف لكم خبر رفع قيمة الجوائز العامة، من 15 ألف جنيه إلى 50 ألف جنيه لكل جائزة عامة.. ولهذا قصة نتوجه بالشكر لكل أطرافها.
بعد قرار مجلس الأمناء، وفور الانتهاء من كل تفاصيل المسابقة وإعلان أسماء الفائزين حفاظًا على استقلالها، بدأنا رحلة البحث عن رعاة، وخاطبنا كل الجهات وانتهت هذه الرحلة بموافقة رئيس مجلس الوزراء مشكورًا خلال لقائى معه على رعايته ورعاية مجلس الوزراء لاحتفالية توزيع الجوائز، بعدها وبعد مخاطبات لمختلف المؤسسات الصحفية ومؤسسات الدولة، لم تتم الاستجابة لها، جاءتنا موافقة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على رعايتها ماديًا وفنيًا، وبعد تواصلنا معهم لم يتردد القائمون عليها فى توفير كل الدعم للاحتفالية، ورعاية رفع قيمة جوائزها إلى 50 ألفًا تقديرًا منهم لقيمة هذه الجائزة،  وأهميتها كإحدى أدوات التعبير عن جزء مهم من قوة مصر الناعمة.. فشكرًا لرئاسة مجلس الوزراء، وللشركة المتحدة.
لم تنته القصة، بل كانت الدراما الإنسانية حاضرة بقوة، فبعد يوم واحد من الاتفاق كدنا نعود لمربع قرار مجلس الأمناء، وتخفيض قيمة الجائزة مرة أخرى إلى 30 ألف جنيه، وذلك لصالح جائزة أرفع وهى الحفاظ على روح طاهرة لزميلة عزيزة تعرضت لحادث بشع كاد يودى بحياتها لتفارق أبناءها، فبعد ساعات من الحادث، وفى منتصف ليل ثالث أيام الحادثة، وبعد نقلها لمستشفى المنيل الجامعى تدهورت صحة الزميلة، وأخطرنا الأطباء بأنها تحتاج لجهاز يقوم بعمل القلب والرئة وإلا فارقت الحياة خلال ساعات، وأن تكلفة النقل للجهاز الوحيد المتاح تحتاج لنصف مليون جنيه، وقد تصل تكاليف إنقاذها لمليون جنيه، وهو يرفع احتمالات النجاة إلى أقل من 20 %، وأن علينا ان نتخذ القرار فورًا، وهو يفوق قدرات النقابة ويصل لما يقرب 4 % من ميزانية العلاج، والدعم المقدم، ويتجاوز 50 مرة قدرتنا على منح إعانات علاجية، لم يكن أمامى بدٌ بعد تواصل الزميل محمد الجارحى ملحًا أن الأمر عاجل، ولا يحتمل التأخير لدقائق، سوى اتخاذ قرار تحمّل التكلفة، ونقل الزميلة للجهاز دون أن ندرى كيف سنوفر التكاليف، ودون أن أقف على عواقب قرار كهذا، ثم بدأت على الفور بإرسال رسائل لكل الجهات لمساعدتنا، كانت الساعة الثانية صباحًا، ولكننى بعد أقل من دقيقتين من إرسال الرسالة جاءتنى مكالمة من أحد قيادات الشركة المتحدة، كان الكلام نصًا "بأقولك إيه إحنا عندنا فلوس الجايزة، نحولها لعلاج الزميلة ورزقى ورزقك على الله، حتى لو كان التمن السجن، ولو تم شفاؤها تكون جائزتنا وجائزة الفائزين والجمعية العمومية هى إنقاذ روح طاهرة، على ان نعلن ذلك لهم جميعًا فى الحفل"، فوافقت على الفور، مؤكدًا أن إنقاذ الزميلة هو جائزة تفوق كل الجوائز، بينما بدأت التفكير فى كيفية توفير ميزانية العودة لمبلغ 30 ألفًا الحد الأدنى، الذى أقره مجلس الأمناء للجائزة.
اليوم تم شفاء الزميلة بإرادة إلهية، وبدعم واهتمام فائق من إدارة مستشفى المنيل الجامعى، وبإرادة قوية من الزميلة، التى كانت قوتها وإصرارها وتمسكها بالحياة عاملًا رئيسيًا فى نجاتها لتعود لأبنائها، وبعد متابعة لحظة بلحظة من النقابة وصاحب الاتصال، الذى رفض إعلان اسمه، لكن له فى ذمتى وضميرى أن أسرد الحكاية كاملة يومًا، واليوم أيضًا نبشركم بصدور قرار من الشركة الراعية بالحفاظ على اتفاق رفع قيمة الجائزة إلى 50 ألف جنيه للجوائز العامة، لترتفع القيمة الإجمالية للرعاية لهذا الحفل متضمنًا تكلفة العلاج لأكثر من مليونى جنيه، بينما ستبقى جائزتنا الأكبر هى إنقاذ روح زميلة عزيزة، فشكرًا للشركة المتحدة، وشكرًا لعميد كلية طب القاهرة، ولكل العاملين فى مستشفى المنيل الجامعى على كل ما بذلوه لرعاية الزميلة، وألف مليون سلامة لها وتحية لصمودها، واستبسالها وقوة تمسكها بالحياة من أجل أبنائها.
إننى إذ أثمن سعينا المشترك مع كل الأطراف لإنقاذ روح طاهرة لإحدى الزميلات، وهى كما قلت الجائزة الكبرى لهذا اليوم، فإننى استغل هذه الواقعة لألفت النظر إلى أرواح أخرى هائمة، وقلوب موجعة تنتظر الإنقاذ، وهى أرواح أكثر من 21 زميلًا مقيدة حريتهم وراء القضبان، وقلوب أسرهم وأبنائهم الموجعة، مجددًا مطالب النقابة بالإفراج عنهم، وأتمنى أن تكتمل فرحتنا جميعًا بإخلاء سبيلهم، وإغلاق هذا الملف المؤلم، وكنا نتمنى أن تتوج فرحتنا اليوم بخروج عدد منهم، وهو سعى لن نتوقف عنه، وننتظر تحقيقه قريبًا.
*******
الزملاء الأعزاء.. الضيوف الكرام
الأيام العظيمة تصنعها القصص الإنسانية.. ولم تكن قصة الزميلة هى القصة الوحيدة، فبينما نعد لهذا اليوم تنازعتنا عدة قصص اختلطت فيها المشاعر الإنسانية بمعانى البطولة بالحلم، بغدٍ أفضل، وآفاق أوسع للحرية، لكن ظل عنوانها الأكبر هو الحرية والحلم بصحافة على قدر هذا الوطن ومواطنيه.. صحافة تليق بنا جميعًا، وتليق بهذا الوطن،
وكما كانت البداية حلمًا بالخروج من أزمة الصحافة، واستعادة حلم الكبير محمود عوض عندما خطط لاستعادة هذه الجائزة، فإن الالتفاف على تحقيق هذا الحلم من كبار هذه المهنة جاء ليؤكد أن الأمل ما زال قائمًا.
الزملاء الأعزاء.. الحضور الكريم
أقف بينكم اليوم فى وقت تختلط فيه التحديات بالآمال ببطولات الشعب الفلسطينى الأبى صاحب البطولة الأعظم فى وقتنا، الشعب الذى يقف منذ أكثر من 9 شهور فى مواجهة آلة حرب وحشية راح ضحيتها ما يقرب من 150 ألف فلسطينى بين شهيد وجريح، دفاعًا عن الحرية، بينما سجلت هذه الجريمة الوحشية بطولة رفقاء لنا على درب المهنة أعادوا بأرواحهم وبطولاتهم الثقة فى هذه المهنة، وفى قدرتها على التغيير.
 أتوجه بالتحية وأدعوكم للتوجه بالتحية والوقوف دقيقة إجلالًا واحترامًا لهم جميعًا بينما ترفرف على هذه القاعة أرواح أكثر من 158 شهيدًا للصحافة الفلسطينية، التى نكرمها اليوم فى صورة الصحفى الفلسطينى وائل الدحدوح، الذى يعبر عن كل صحفى فلسطينى، وكل صحفى حر، استئذن الحضور الكرام لنقف جميعًا تحية للصمود الفلسطينى ومقاومته الباسلة، وتحية لرفقاء دربنا ومعلمينا.
لقد كانت وستبقى فلسطين حاضرة فى عقل وقلب كل صحفى مصرى، كما كانت حاضرة فى عقل وقلب مجلس أمناء جوائز الصحافة المصرية، الذين أتوجه لهم بكل الشكر والتقدير على ما بذلوه من جهود، للخروج بهذه الجائزة فى صورتها الجديدة اليوم، حضرت فلسطين فى مناقشات مجلس الأمناء لاختيار الفائز بجائزة حرية الصحافة، وكانت الموافقة بالإجماع منهم، ومن كل أعضاء مجلس نقابة الصحفيين على اقتراحى بترشيح وائل الدحدوح لنيل الجائزة تقديرًا لتضحيته الشخصية، ودوره المهنى، بعد أن ضرب مثلًا فى التضحية من أجل نقل الحقيقة، وبعد أن دفع ثمن إخلاصه لمهنته، ومهنيته باستهداف زوجته، واثنين من أبنائه، وحفيده ارتقوا شهداء، لكنه أصر على أداء دوره المهنى، ومواصلة عمله الصحفى بعدها، وهو ما كرره بعد استهدافه بشكل مباشر هو وزميله الشهيد سامر أبو دقة، وكذلك بعد ارتقاء نجله الزميل الصحفي حمزة الدحدوح ليؤسس عنوانًا جديدًا للصمود الفلسطينى، ويعود عقب كل محنة كالعنقاء مواصلًا نقله للحقيقة والانتصار للقضية الفلسطينية.
وسيبقى الدحدوح عنوانًا مهمًا فى تاريخ مهنة سامية أبى ألا يكون أحد رموزها فى محاولته لنقل الحقيقة، وكشف زيف الرواية الصهيونية، ممثلًا لتضحيات كل الصحفيين الفلسطينيين.
أما وائل الدحدوح نفسه، فأبى ألا يكون أكثر كرمًا وأخطرنا أمس بتبرعه بقيمة الجائزة لصالح علاج زملائه الصحفيين الفلسطينيين الجرحى المقيمين فى مصر.
مازال الدحدوح يعلمنا دروسًا فى الصبر والعطاء، فشكرًا له جزيل الشكر.
*******
فلسطين أيضًا كانت حاضرة فى عقل وقلب كل الزملاء الصحفيين المصريين، الذين تقدموا للمشاركة فى المسابقة، كما كانت حاضرة لدى كل الأساتذة الأجلاء من أعضاء لجان التحكيم، الذين بلغ عددهم 63 زميلة وزميلًا، ففى جائزة فرع الحوار الصحفى حضرت فلسطين بتوثيق لانحياز فيسبوك وتطبيقات الذكاء الاصطناعى لإسرائيل، وفى جائزة فرع صحافة المرأة كانت الجائزة شاهدة على أن المرأة الفلسطينية أيقونة المعارك، وفى جائزة فرع صحافة الوسائط المتعددة "مالتى ميديا" كان التوثيق لجرائم قتلة الأطفال بعد أن ودعنا يوسف شعره كيرلى، وفى جائزة محمد عيسى الشرقاوى "للتغطية الخارجية" كان التوثيق لـ"حكايات الدم والدموع.. من قلب غزة".
فتحية للصحفيين الفلسطينيين، ولشهداء الصحافة الفلسطينية، الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة، وفضح جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينى، كما فضحوا بصمودهم الرواية الصهيونية الزائفة، وأكاذيب الإعلام المنحاز، وانتصروا للحقيقة. تحية لكل زملائنا على أرض غزة الأبية، الذين أعادوا الاعتبار لمهنة الصحافة، وعلّمونا وعلّموا العالم كيف تكون صحفيًا مهنيًا، وناقلًا للحقيقة، وكيف ترسى بمهنيتك قواعد راسخة للدفاع عن الحق والحرية والقضايا الوطنية والإنسانية، والذين أرسلوا رسالة قوية جلية لجميع الأطراف أن الصحافة الحرة هى سلاح فى يد الأوطان، وليست سيفًا مصلتًا عليها.
********
ومن فلسطين الصامدة، إلى قلب مصر النابض فى صحافتها، التى ننتظر أن تنتفض من كبوتها، كان اختيار رمزًا من رموز نقابتنا العريقة لنيل جائزتها  التقديرية، نقيبنا الأسبق الأستاذ جلال عارف، الذى أجمع أعضاء مجلس الأمناء على اختياره لنيل الجائزة، وهو الاختيار الذى أقره مجلس النقابة بكامل أعضائه.
وهى الجائزة، التى سبقه فى الحصول عليها الأساتذة (محمد حسنين هيكل، وأحمد رجب، وكامل زهيرى، وسعيد سنبل، وإبراهيم نافع، ومحمد عودة، ومكرم محمد أحمد، وصلاح الدين حافظ، ومحمود السعدنى، وسلامة أحمد سلامة، وإبراهيم سعدة، ومحمد العزبى).. تحية لهم وستبقى التحية لكل القابضين على جمر المهنة، المدافعين عن حريتها.
تحية خاصة إلى نقيبنا الكبير  الأستاذ جلال عارف، الذى ظل منذ بداية عمله الصحفى إلى يومنا هذا مشتبكًا مع الأحداث الوطنية، ومعبرًا عن ضمير صحفى نقى، مشغولًا بهموم الوطن، كاتبًا وعضوًا بمجلس النقابة، ونقيبًا ورئيسًا للمجلس الأعلى للصحافة.
ومهما أطلت وهو يستحق، فإن كلماتى لن تفى بعضًا من حقوق وتاريخ الأستاذ جلال عارف المهنى والنقابى، الذى نقف فى حضرته اليوم.
*******
الزملاء الأعزاء.. الضيوف الكرام
المرأة المصرية كانت وستظل حاضرة بنضالاتها لانتزاع كل الحقوق المشروعة بدعم من كل صحفيات مصر.
لذا كان لا بد من تكريم خاص لصحافة المرأة، التى تمثل جزءًا من تاريخ نضالات نساء مصر والوطن العربي فى صورة كاتبة صحفية اهتمت بالمرأة، وكرست حياتها للدفاع عنها بعد أن تم تغييب الإصدار الأهم الممثل لصحافة المرأة وهو مجلة "نصف الدنيا"،
نكرم اليوم الكاتبة الصحفية سناء البيسى مؤسسة وصاحبة فكرة "نصف الدنيا"، التى مازلنا ننادى جميعًا بعودتها للطباعة، وهو تكريم لا يقف عند حدود المجلة، ولكنه يمتد أيضًا لقيمة ودور سناء البيسى، التى لم تكتف بكونها صحفية وكاتبة وأديبة، بل زادت فى الإبداع، ومارست هوايتها فى إبداعات الرسم والفن التشكيلى رفقة زوجها الراحل الفنان منير كنعان، الذى تحمل إحدى جوائز هذه المسابقة اسمه.
*******
وفى يوم كهذا كان لا بد من الاحتفاء ببعض من أساتذتنا من رواد هذه المهنة، وأقدم أعضاء الجمعية العمومية ممن أثروا مهنة الصحافة بعطاءاتهم عبر سنوات طويلة فى تأصيل لتواصل الأجيال، الذى يعبر عن تماسك هذه النقابة العريقة. كما نكرم أيضًا موظفى النقابة، الذين قدموا خدمات جليلة لها، فبعد عبد الرحمن العلاج العام الماضى، نكرم عبد رحمن آخر هو عم عبد الرحمن نصار، وزميلة أخرى عزيزة هى الزميلة نبيلة سعيد.
        *******
ولأننا تعلمنا أن ننسب الفضل لأصحابه كان لا بد من تكريم المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، الذى لم يتأخر عن تلبية أى نداء يتعلق بنقابة الصحفيين منذ بدايات تأسيس هذا الصرح العريق، الذى يجمعنا الآن ... مرورًا بتواصله الدائم مع الصحافة والصحفيين طوال مسيرته، وانتهاءً بدعمه لإنجاز الواجهات الجانبية لمبنى النقابة هذا العام فى وقت قياسى، وبتكلفة رمزية، كما نكرم مهندسًا آخر هو المهندس حسن درويش استشارى تطوير منظومة التكييف بالنقابة، الذى كان له فضل كبير فى إحياء شبكة التكييف المركزى بمبنى نقابة الصحفيين متطوعًا بدون مقابل.
*******
وأخيرًا زميلاتى وزملائى الفائزون فى مسابقة جوائز الصحافة المصرية، رغم الصعوبات التى تواجهها المهنة،  ورغم الصعوبات التى تواجهونها ونواجهها جميعًا على مستوى قدرتنا لأداء مهنتنا، ورغم انخفاض الأجور، وتراجع الأوضاع الاقتصادية، وقدراتنا على تطوير مهنتنا، الذى يدفعنا اليوم لتجديد طلبنا المتكرر بزيادة بدل التدريب والتكنولوجيا بنسبة لا تقل عن 25 % باعتباره أحد وسائل دعم هذه الصناعة الإستراتيجية وتطويرها، وهو ثمن أقل بكثير من قيمة العائد، الذى سيعود علينا جميعًا، وعلى الصحافة وعلى الدولة المصرية، فإننى لا يسعنى إلا أن أتوجه بالشكر لكم جميعًا على محاولاتكم لتقديم صحافة حقيقية، شكرًا لأن قائمة الفائزين ضمت كل أطياف الصحف والمواقع المصرية، قومية وحزبية، مطبوعة وإلكترونية، وخاصة بمختلف أنماط الملكية، ووكالة أنباء الشرق الأوسط كان لها نصيب من الجائزة، كما حصل أحد الإصدارات العريقة الصادرة عن وزارة الثقافة على إحدى الجوائز، كما جاء ضمن قائمة الفائزين موقعان نالهما الحجب، وهو ما يدعونى لتجديد مطلبى، ومطلب النقابة، ومطلب كل صحفى، والذى نعيد تكراره مرارًا ومرارًا برفع الحجب عن كل المواقع المحجوبة، فالحجب أبدًا لم يكن، ولن يكون هو الحل.
تبقى تحية مستحقة لصاحب الجهد الأكبر فى خروج هذه النسخة من المسابقة وهذا الحفل للنور الزميل الأستاذ/ محمود كامل وكيل النقابة للشئون الثقافية، والمشرف على المسابقة.
اختم كلمتى بدعوتكم جميعًا ودعوة جميع الصحفيين، لا نستسنى أحدًا من أصغر وأحدث زميل إلى كل كبارنا ومعلمينا، وأساتذتنا وروادنا القابضين على جمر المهنة، أدعوكم جميعًا للمشاركة بفاعلية في فعاليات المؤتمر السادس للنقابة، لمناقشة كل التحديات التى تواجه مهنتنا، وأؤكد أن جميع المشاركين هم القادة الحقيقيون لهذا الحدث، وأن السلطة والقرار دائمًا ستبقى في يد الجمعية العمومية صاحبة السلطة الأعلى بهذه النقابة فى الدفاع عن هذه المهنة وحريتها ومستقبلها.. ننتظر مشاركتكم جميعًا فى هذه المرحلة الحرجة من عمر المهنة، التى تحتاج لتكاتفنا جميعًا.
ومرة أخرى تحية خاصة لكل القابضين على جمر هذه المهنة فى هذه الظروف الصعبة، وتحية خاصة لكل الفائزين، وتحية لمَن لم يوفقوا، ومرة أخرى ألف مبروك للفائزين.
وشكرًا لكل مَن ساهم فى خروج الحفل بهذه الصورة اللائقة بنا جميعًا، وشكرًا لرعاته، وننتظر خطوات أوسع لنصنع معًا صحافة تليق بنا، وبهذا الوطن وأهله وناسه.
وستبقى نقابة الصحفيين قوية بكم جميعًا.
عاشت نقابة الصحفيين نقابة للحقوق والحريات..
وعاشت حرية الصحافة..
وعاشت فلسطين حرة



تابعنا على

تم تطوير الموقع بواسطة Nile Multimedia

جميع الحقوق محفوظة 2014 نقابة الصحفيين